نشر على: يوليو 1st, 2015 بواسطة

5obaidيكمن السر وراء القيادة الناجحة في عدم وجود أي أسرار على الإطلاق. ومع أن الإمكانات التي يتمتع بها القادة المتميزون قد تبدو خارقة من وجهة نظر الكثيرين، إلا أنها ليست أكثر من مخرجات للعمل الجاد والخبرة، وقليل من الحظ بالتأكيد. كما أن هؤلاء القادة المتميزين قد تعلموا المواظبة على أداء ممارسات معينة يغفل عنها أقرانهم الأقل كفاءة.

يبدأ بعض القادة في إحراز التقدم في مرحلة مبكرة من مشوارهم المهني، والبعض الآخر ينجح في ذلك متأخرا، وللأسف فإن العديد من القادة لا يهتدي أبدا إلى المسار الصحيح الذي يتيح له التطور. فالقادة العظام يكتشفون نقاطا مفصلية تخلق نوعا من التناغم والتوازن في بيئة العمل، فيما يميل القادة العاديون إلى تجاهلها بالرغم من أهميتها الشديدة. إليكم 5 ممارسات جوهرية يؤديها القادة العظام ويهملها من هم دونهم:

1. تحديد الأهداف: فالشيء المشترك بين القادة العظام جميعهم، أنهم يملكون غايات يحددونها بوضوح، فيما يكتفي العاديون منهم بمزاولة أعمالهم روتينيا دون رؤية مستقبلية. إن الأهداف تشحذ الحماس والرغبة في الاجتهاد، وهي الأداة التي تمنح القادة المميزين صفة تنافسية على أولئك الذين لا يدركون أهميتها.

2. منح الموظفين الأولوية: إذ لا معنى لوجود القادة من دونهم؛ فهم من يصنعون القائد وهم من يحطمونه. لذا، عليك أن تعاملهم جيدا وتكسب ثقتهم واحترامهم وولاءهم أو تخفق في ذلك. وألا تعاملهم كأنهم رأس مال تستغله فقط، بل بشر تطورهم وتلبي احتياجاتهم. كما يجب عليك ألا تتعالى على موظفيك، بل ترى مهمتك في خدمتهم والتعلم منهم وتحسين أوضاعهم. إن القادة العظام أيضا لا يفرضون قيودا على الناس بل يحررونهم منها. وفي نهاية المطاف، ليست مهمة القائد حشد الأتباع إنما السعي نحو توسيع نطاق القيادة. وفي حين يمضي البعض أوقاتهم في قياس الإجراءات والأنظمة والنماذج، يركز القادة العظام على قياس نطاق القيادة.

3. تنمية الوعي: القادة العظام يمتازون بوعي ذاتي تجاه المؤسسة والمحيط، ويفضلون الإنصات والمشاركة والملاحظة والتعلم على الوعظ. كما يؤثرون الإحساس بمشاعر الآخرين على اللامبالاة، والتواضع على التعجرف؛ فمن يحاول إقناع الناس بأنه ملم بكل شيء لا يخدع سوى نفسه. وهم يتجنبون الفخاخ والمآزق التي يقع فيها القادة العاديون بسهولة تامة. وبناء على ذلك، من يختار منهم أن يكتفي بما لديه من أفكار ويعزف عن طلب مشورة الآخرين ولا يعي أهميتها، يصعب الأمور على الجميع؛ ومعنى هذا أن وضع مواقفك وآرائك موضع النقد علامة على القوة لا الضعف. وأنا على يقين بأن من يصر على الانغلاق الفكري، لا يحصد سوى ضعف في النمو والتطور.

4. تجنب التعقيد: التعقيد عدو القائد العظيم وليس صديقه؛ فهو يحرص على إزالة ما هو معقد أو تبسيطه، في حين يسمح القادة العاديون للمسائل المعقدة بأن تستنزف أوقاتهم. كما أن التعقيد يعيق الابتكار، ويبطئ عجلة التقدم ويؤثر سلبا على الثقافة، فضلا عن تسببه في ارتفاع الكلفة والحد من الفاعلية. من ناحية أخرى، لا أنكر أننا نعيش في عالم معقد ولا ألمح إلى أن التعقيد يخلو تماما من جني الأرباح، لكن القادة العظام يدركون أن الفرص والأرباح تنتزع من التعقيد عن طريق التبسيط، دون إضافة المزيد من التعقيدات.

5. المشاركة الشخصية: كثيرا ما يردد القادة عبارة “هذا لا يعنيني شخصيا، بل يتعلق بالعمل”. وفي الواقع، يعي القادة العظام أن القيادة مسألة شخصية تماما، ولذا تجدهم يحرصون على مشاركة الآخرين على نحو شخصي عملا بهذا الاعتقاد. ويدركون أن الفشل في هذه المشاركة يؤدي إلى فشل في القيادة؛ ففي حين ينأى العاديون منهم بأنفسهم عن مشكلات الغير، يجد القادة العظام في التعرف إلى موظفيهم والاهتمام لأمرهم. كما أنهم يدركون أن التواصل الشخصي وإظهار التعاطف واللطف ليس نقطة ضعف، بل هو القوة في حد ذاتها.

وفي الوقت الذي لا يبدو فيه القائد العادي أكثر من رجل أعمال، يحافظ القائد العظيم على وصفه إنسانا عظيما.

المصدر: فوربس- الشرق الأوسط

أضف تعليقاً